Mar 30, 2010

قهوة قبل النوم

جئت الى الوليمة ما معي سوى أسئلة، لكن مائدتنا بئر بلا قاع، كلما رميت سؤالا أجابني سؤال. لا النوم ينقذ و لا اليقظة، نخدّر جهلنا بالحكمة لحين، فالمعرفة ضباب و لن يحين موعد الأجوبة الحاسمة الا بعد فوات الأوان و عبور العاصفة. هناك فقط ستنجلي الحقيقة، نور يلتف بثوب الغيم، لكن ما نفع الأجوبة هناك؟

الى أين و كل الدروب الى الموت؟ الى أين و الحقيقة سراب و السيف لا يقطع سوى الماء؟

هواء... هواء محبوس في مرطبان و أيام تتخلل على مهل.

و نحن الذين ما عدنا نذكر البدايات، ندور في وعاء و نبحر حتى نلامس حدود الزجاج و نتساءل عما خلف حاجز لا مرئي و نسمي التساؤلات أحلام. و لكن أحيانا تسقط نجمة من العتمة اللانهائية فينعكس في الزجاج للحظات وجه قديم، و أرى مرآة شفافة و امرأة شعرها طويل في ثوب أبيض تحيك العشب و لكنها لا تنظر أبدا الي. و أتساءل هل هي سعيدة؟ من تنتظر؟ من تشبه؟ كأنني أعرفها لكنها غريبة... امرأة في المقلب الآخر من الفراغ. ربما هي احتمالات بديلة للدروب التي سرتُ عليها أم أنها وجهتي الأخيرة... تشغلني الأسئلة و أنهمك باكتشاف كل بعيد و أبقى غريبة عن أشيائي القريبة و أنسى وجهي و أغفل أن أنقذ نفسي بينما أغرق على مهل و ما زلت أبحث عن جواب...

اسألْ و لا تنتظر،الأجوبة لا تشفي لكن الأسئلة تنقذ من الغيبوبة.

No comments:

Post a Comment